تشريـح مؤامرة

موضوع: تشريـح مؤامرة الخميس فبراير 04, 2010 1:00 am

تشريـح مؤامرة ‏
من الصعب جدا النيل من معنويات الجزائريين على ضوء نتيجة مدبرة، ومن الصعب الخوض معهم في المسائل التي تتعلق بالشرف والوطن أو التآمر عليهما، وهذه الملاحظة أود زفها لبعض المصريين الذين تفننوا في الإساءة إلى الجزائر ومنتخبها الوطني على ضوء مباراة كروية تحولت الى مؤامرة دبروها من أجل إخراج مقاتلي الصحراء من الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا للأمم المقامة في انغولا.
وربما نسي الفراعنة ان مقاتلي الصحراء قد لعبوا تلك المباراة كرجال وخسروها كرجال أيضا ولم يفكروا لا في الغش ولا في شراء الذمم أو الدفع من تحت الطاولة.
لعبوا كرجال لأن المصريين أرادوها ان تكون معركة، وانهزموا كرجال لأنهم دافعوا عن الشرف بما ملكوا من أدوات، بينما داس الخصم على شرفه ولجأ لتوظيف الأساليب الخسيسة، بعد ان سخّر من كان يفترض ان يكون حكما في مؤامرة قذرة، فكان أشبه بقنبلة موقوتة تنفجر في أية لحظة في وجه الجزائريين وهذا ما حدث، وتفطن له كل العالم، ويكفي ان يتحدث العالم هذه المرة عن فضيحة الحكم كوجيا كوفي، لتضاف إلى فضيحة يوم 14نوفمبر الفارط، أين تم الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني بالقاهرة عند وصوله إليها مباشرة للعب مباراة العودة من الدور الأخير لتصفيات المونديال.
الفعل الفاضح .. فض البكارة في أم درمان
وهنا أقول للمصريين الذين شبهوا فوز منتخبهم بالفعل الفاضح، بأن الفعل الفاضح الذي حدث في بانغيلا يسجل عليكم وليس لصالحكم، لأن فضيحة الحكم خدمتكم، وان كوفي كوجيا لما دخل أرضية الميدان كان يحمل معه وصفة، يجب ان تعالج الموقف وتصون بكارة الحضري كما كانت تحمل أرقاما معينة يجب ان تشطب من معادلة المباراة، حتى لا يغتصب عرينكم من جديد أو حتى تترك هذه البكارة تشفى مما دخلها في البليدة أو في ام درمان، والذي من الصعب المصرية ان تنساه كما يصعب على شحاتة ان يأخذ بثأره منه، لأن الذين حرموه من تسجيل اسمه في قائمة مدربي المونديال قد نغصوا عنه لذة الحياة، وهو الذي قال وما زال يقول" ذكريات ام درمان مازالت عالقة بالأذهان".
وربما أضيف أكثر من هذا لأضع بعض الذين تحدثوا عن كوجيا "الشجاع" من المصريين طبعا في الصورة، وأقول لهم "إننا نشهد لكم في الجزائر حسن براعتكم في نسج الكمائن والحواجز المزيفة، وهذا من اختصاصكم بإمتياز، بدليل ان النكتة تقول عندنا في الجزائر انه "فيلم مصري" تعقيبا على كل ما يتعلق بالفضائح أو الإساءة الى شرف الغير.
الشجعان من لعبوا بثمانية ضد 12
إن الحديث عن الشجاعة كان يجب ان يوظف في سياقه الصحيح ودون تحريف، وكان يجب الاعتراف بأن الجزائريين انهزموا كرجال وقاوموا حتى آخر رمق بثمانية رجال في الميدان، فأين انتم من هذا الموقف الشجاع ؟ اظن ان النتيجة التي كانت رباعية قد انستكم أشياء كثيرة وربما تكون قد أعمت بصيرتكم عن تلك المقاومة التي ابداها رفاق حليش بعد خروجه وحتى بعد اقصاء بلحاج ثم شاوشي، إلى درجة انكم نوهتم بحكم مرتش وحولتموه الى"شجاع" كشف عنف الجزائريين، ومع ذلك نقول لكم إننا لم نخجل من الهزيمة، لأن هذه الهزيمة كشفت لنا بأن التخطيط لها تم في دهاليز "الكاف" بالقاهرة، واننا ندرك انكم تتباهون بمثل هذه المكائد كثيرا، لأن الغباء الإعلامي المصري قد حول "ام الدنيا" الى كتاب مفتوح أشبه بدنيا الطرائف.
"سيرك بانغيلا" مهرجه من صنعكم
وهنا لابد من لفت انتباه بعض الصحفيين المصريين حتى لا يسهبوا كثيرا في الاساءة الى الجزائريين ولاعبيهم وطاقمهم الفني، لأقول ان الجزائريين يجيدون طريقة ذبح الخرفان ولكن في الحلال، ولا يأكلون الجيفة التي تترك عادة إلا للذئاب والدليل ان "سيرك" بانغيلا الذي تقمصتم فيه دور البطل إلى جانب حكم مهزوز الشخصية، لخير دليل على ان زاهر والصقور، قد داسوا قداسية الملعب وحولوه إلى مذبح وأوكلوا مهمة الذبح لذباح يدعى كوجيا. إن مثل هذه الحقيقة لا يمكنكم بأي حال من الاحوال ان تتجاهلونها في قرارة أنفسكم ولو فعلتم ذلك، فالأكيد أنكم تخادعونها أو تضحكون عليها، ونحن نعلم في الجزائر بأنكم تضحكون على أنفسكم فعلا عندما تتوهمون بأن مصر أم الدنيا، مع ان النكتة عندنا تقول بأن جدتها ولدت في الجزائر قبل ميلاد فرعون لعنه الله ولعن من انتسبوا إليه افتخارا أو تيمنا به.
الأبطال الحقيقيون مكانهم في المونديال
اما الآن وقد انتهت "الكان" فإن أملنا الوحيد في الجزائر، ان يعاد النظر في أشياء كثيرة تتعلق بقوانين الكونفيدرالية وفي كيفية اختيار البلدان التي ترشح لتنظيم الدورات وفي التحكيم الذي كان النقطة الأكثر سوادا في دورة انغولا، وفي البحث عن طرق بديلة لتسيير المقر الذي تهيمن عليه في القاهرة عائلة فهمي التي ورثت السكريتارية إبنا واختا عن أب رحل، وعلى الافارقة ان يتفطنوا لخطورة عقلية البلطجية السائدة حاليا في مصالح هذه الهيئة التي لا يملك فيها السيد عيسى حياتو أية سلطة باعتباره منتخبا، والكل يعرف ان المنتخب في بعض الهيئات الرياضية الافريقية على وجه الخصوص لا يفكر إلا في مصالحه، وعادة ما يكون مغلوبا على أمره كما هو حال الرئيس الحالي الذي تقدم به السن ولم يعد يفهم ما يدور في فلكه لأن سلطة الإداريين أقوى، وطالما ان مقر الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم موجود بالقاهرة وتحت سيطرة آل فهمي، فإنه لا يمكن التطلع لمشاهدة أبطال حقيقيين أو حكام نزهاء أو منافسات قوية ولا يمكن للكرة الإفريقية ان تخرج من نفقها المظلم، لأن الانفاق المظلمة كما نعرف لا يمكن ان تؤسس لمستقبل كروي افريقي مشرق وهي لا تعطينا إلا أبطالا مشوهين غير قادرين على اللعب إلا في الظلام، والدليل منتخب مصر الذي توج لمرتين متتاليتين بلقب القارة وهو في طريقه للقب الثالث، ومع ذلك لم يحجز مكانه مع كبار المونديال، لأن تصفيات هذه الأخيرة ببساطة لم تشرف عليها الهيئة الافريقية.
ولا شك ان هذه الحقيقة تكفي لفضح الممارسات الدنيئة للمهيمنين على "الكاف" وهي تعطي صورة قاتمة عن بطل مزيف غشاش كما سماه المدرب رابح سعدان وتناولته بعص الصحف العالمية التي نبهت الى ضرورة تخليص الكرة الإفريقية من الأعشاب الضارة التي نلخصها في الرشوة وترتيب النتائج وشراء ذمم بعض الحكام، ومن هنا يجب تشريح مؤامرة المصريين ضد الافارقة مثلما تآمروا على العرب حين هيمنوا على الجامعة العربية، فوجدوا أنفسهم خارج السرب، لأن كل العرب باتوا يطالبون في السر والعلنية بضرورة التداول على منصب الأمين العام أو نقل المقر من القاهرة وهم يرون قضاياهم الحساسة تحنط في كواليس هذه الهيئة المريضة التي تخثرت الدماء في عروقها بحكم تعطيل أجهزة التصفية التي أردها المصريون ان تبقى هكذا..
انه الواقع من منظورنا كجزائريين، وهو منظور يشاركنا فيه الكثير من الافارقة والعرب من خلال ما يصلنا من تعقيبات على موقعنا، والتي يذهب فيها البعض الى توظيف مفردات أكثر قساوة، انطلاقا من اكتوائهم من مكائد من قالوا نحن أول من لعبها

بارك الله فيك واصلي تميزك ننتظر جديدك

شكرا على المرور