ولد مريضاً ومات «ضحية» قبضته الفولاذية
بروس لي.. أسطورة «العنف الجميل»!!
الإعاقة كادت تدمر حياته لكنها لم تقهر عزيمته
لم تستوعبه ثقافة «هوليود» فعاد إلى هونج كونج لصناعة أنجح الأفلام!
لا تزال صورة بطل الكاراتيه ماثلة في أذهان الذين طالما امتعوا نظراتهم بمشاهدة أفلامه، ذلك هو بروس لي قصير القامة، سميك الجلد، صاحب القوة الفولاذية والنظرات الحادة والإصبع المدبب مصدر زهوه وافتخاره.
سافر بروس لي إلى الولايات المتحدة عام 1959م وهو في الثامنة عشرة من عمره، في الوقت الذي كان الأمريكيون ينظرون فيه إلى الصيني على انه الخادم الخنوع في المنزل أو عامل السكك الحديدية البائس، واطلق على نفسه هناك أسماء عديدة منها «جون واين»، «جيمس دين»، «شارلز أطلس».
لم يولد بروس لي في الصين بل ولد مريضا في مستشفى في سان فرانسيسكو الأمريكية أثناء قيام والده الذي كان يعمل مغنيا في اوبرا هونج كونج بجولة عمل هناك.
جاء بروس لي إلى الدنيا حاملا معه إعاقة، كان من الممكن أن تدمر حياته، لولا ما كان يتمتع به من عزيمة قوية على أن يصنع لنفسه كيانا».
وأضافت له أمه نقطة ضعف أخرى عندما اختارت له اسما نسائيا «لى جيون قان» لدرء الحسد عنه، وإمعانا في الخداع قامت أيضا بثقب إحدى اذنيه.
ترك كل ذلك اثره على بروس لي حيث كرس حياته من أجل تحويل جسمه الضئيل إلى سلاح قوى كبير، معتبرا نفسه مخلصا ليس للصينيين فقط بل لكل جماهير الشباب والمراهقين الذين كانوا يتدفقون على دور السينما للاستمتاع بأفلامه التي تميز فيها بتوجيه الضربات المحددة بدقة، والقفزات العالية، التي تستولي على قلوب المتفرجين.
تمرينات رياضية
كان بروس لي من الذين يعتقدون بأن الجسد الآدمي تكمن في داخله قوة يمكن أن يجتاز بها المحن والشدائد، إذا ما تم الدمج الصحيح بين التمرينات الرياضية، والنظام الغذائي، والتدريب على رفع الأثقال والتأمل.
اعتقد متمردو «البوكسر» في الصين عام 1900م أن التدريب على الفنون العسكرية ساعدهم على مواجهة الرصاص، ورغم أنه كان هناك اعتقاد سائد بأن الجسد يمكن بناؤه حتى يصبح قويا وقادرا على التحمل إلى الأبد، إلا أن بروس لي الذي لم يشبه أبدا بطل ألعاب القوى «أرنولد شوارزينجر»، رحل في الثانية والثلاثين من عمره تاركا سحابة من الخلافات في الرأي تخيم على الأجواء.
لقد مات في منزل أحد أصدقائه متأثرا بمرض «استسقاء المخ» الذي أثبت التشريح أنه نجم عن رد فعل غريب لوصفة طبية لتخفيف الألم تحمل اسم «ايكواجيسيك».
على الرغم من أن بروس لي كان نجما سينمائيا مشهورا في آسيا، غيران النعي الخاص به في صحيفة «نيويورك تايمز» لم يتجاوز ثماني جمل فقط، ورد إحداها على لسان الناقد السينمائي فينسنت كانبي، بروس لي كان هو الوحيد الذي يستطيع أن يجعل من العنف شيئا جميلاً، بما يتمتع به من زهو وفخار بنفسه يفوق ما تتمتع به الشخصية الكارزمية.
بروس لي الأصلي.
عندما كان بروس لي يقفز في الهواء مثل الرافعة، ويضرب شخصين في وقت واحد، ويفقدهما الوعي، كانت لديه القدرة على أن يفعل ذلك حقيقة بعيداً عن شاشة السينما، وهو ما لا يستطيع أحد سوى بروس الأصلى القيام به، لقد انشغل بروس لي بالفنون العسكرية والتربية البدنية وليس أكثر من ذلك، بل نادرا ما كان يحضر الدروس بالمدرسة.
وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره بعثت به والدته إلى الولايات المتحدة، لذا كان بامكانه أن يحصل على الجنسية المزدوجة، دون أن يزج به في السجن.
عمل بروس لي في البداية في مطعم خاص بأحد أصدقاء العائلة في سياتل مقابل الإقامة الكاملة به، وخطا خطوة أخرى عندما عمل معلما لتلقين «وينج تشيون» وهو أحد الفنون العسكرية التي كان قد تعلمها في هونج كونج .
وفي عام 1964م وخلال دورة رياضية في منطقة لونج بيتش في كاليفورنيا طلب منه اينو ساتو الحائز على الحزام الأسود أن يكون تلميذا له.
معلم وتلاميذ
ظهر بروس لى في رواية تليفزيونية أمريكية عامي 19661967م، بعنوان «كاتو» ومن خلال هذه الشهرة المحدودة تمكن بروس لي أن يجتذب إليه الكثير من التلاميذ مثل ستيف ماكوين، وجيمس كوبورن، وكريم عبد الجبار، إلى فن عسكري أسماه «جيت كيون دو» أي «طريقة القبضة الاعتراضية».