بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
....
قال الدكتور سعود عبد الرحمن العاجاجي أحد مرافقي الشيخ العثيمين في مدينة بوسطن في رحلة العلاج الأخيرة : بينما نحن نغادر الفندق الذي يسكنه توقف امامه طفل أميركي ومعه والدته فطبطب على رأسه وبدأ يداعب هذا الطفل الذي أثارته هيئة الشيخ وهيبته بلبسه الثوب السعودي والمشلح فطلبت الأم من ابنها أن يحيي الشيخ فرد الشيخ بأحسن منها وقال الشيخ الراحل موجها كلامه للأم : الله يهديك بالإسلام وكان الشيخ خلالها غاض النظر وعاف الخاطر ثم طلبت الأم من ابنها أن يودع الشيخ بعبارة have a nice day وسألني الشيخ ماذا يقول الطفل ؟ فابلغته أنه يتمنى لك يوماً سعيداً.
لكن بعض المرافقين امتعضوا من ملبس المرأة فقال أحدهم لها كلمة قاسية لكن الشيخ لم يعجبه هذا الكلام فقال : يا إخوان ليس هذا من سمات الإسلام الطفل وأمه قابلانا بوجه حسن وكلام طيب فأحرى أن نعاملهم بالمثل فبدلاً من أن ندعو عليهم جدير أن ندعو لها بالهداية الذي هو منهج الدين الرفيع .(مجلة النور العدد191)
فانظر وتأمل إلى حسن تعامل الشيخ الذي تربى مع علم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فأثمر حسن المنهج في الدعوة الى الله ممتثلاً قول الله عز وجل : { ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه } فحري بهذا العمل أن يكون سبباً في هداية هذه المرأة وابنها وهداية غيرهما إلى دين الله وأيضا الشيخ رحمه الله لم يميع دينه ويطلق لعينه العنان في هذه المرأة فكان غاضاً طرفه عنها فكان وسطاً بين طرفين { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكون شهداء على الناس }
وقارن بين هذا الموقف وموقف أولئك المجرمين الذين قتلوا الفرنسيين الأبرياء في قرية بواط قرب المدينة وهم الذين دخلوا في الاسلام حديثاً ولله كم صدت تلك الحادثة وغيرها عن الاسلام فلله در الجهل ما ذا فعل بأصحابه فحكموا أنفسهم في الدماء ولو سألت احدهم عن آية من كتاب الله ماعرفها ولا عرف تفسيرها ولو سألته عن مسألة في الطهارة ما أحسن الجواب فيها. !!!!
منقول