السؤال: يأتي بعض الناس يوم الجمعة متأخرين فيتخطون رقاب الناس ليصلوا الي الصفوف الأولي ليكونوا علي مقربة من الامام فما حكم تخطي الرقاب يوم الجمعة؟
يستحب التبكير إلي المسجد لحضور صلاة الجمعة لما لهذا التبكير من ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالي ويوضح لنا هذا ما رواه الشيخان بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة أي غسلا كغسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة أي ناقة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة. ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقدن . أي ذا قرون ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قربه بيضه فإذا خرج الإمام أي من حجرته وصعد المنبر حضرت الملائكة يستمعون الذكر.
كما يطلب من المسلم إذا حضر الي الصلاة يوم الجمعة ألا يتخطي رقاب الناس لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن ذلك وروي الإمام أحمد بسنده وحسنه عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه أن رجلا جاء الي النبي صلي الله عليه وسلم يتخطي رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلي الله عليه وسلم يخطب فقال اجلس أذيت وأنيت ومعني وأنيت تأخرت.
ولعلماء المذاهب أرائهم في تخطي الرقاب يوم الجمعة المشهور من مذهب الشافعية والحنابلة وكراهة التخطي الا لفرجة فلا يكره وقالت الماكية يحرم التخطي حال الخطبة يوم الجمعة ولو لفرجة ولا يكره قبل جلوس الخطيب إن كان لسد فرجة . وقال الحنفيون . لا بأس بالتخطي ما لم يخرج الإمام الي الجمعة أو يؤذي أحدا الا لسد فرجة فيجوز واستثني من التحريم او الكراهة الإمام أو من كان بين يديه فرجة لا يصل اليها الا بالتخطي ولم يجد غيرها يؤيد هذا ما رواه الإمام البخاري بسنده عن عقبه بن الحارق رضي الله عنه قال صليت وراء النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة العصر ثم قام مسرعا فتخطي رقاب الناس الي بعض حجرات نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج اليهم فرأي أنهم قد عجبوا من سرعته فقال: ذكرت شيئا من تبر الذهب المضروب كان عندنا فكرهت ان يحبسني أي يشغلني فأمرت بقسمته أي بإخراجه صدقة.
المصدر: جريدة "المساء" المصرية.