من عظماء أمة الإسلام

إن الدارس لتاريخ الأمم و الديانات و المذاهب ، لا يجد

أمة حفلت بالرجال ، و صنعت الأجيال من الأبطال و صناع الحضارة و قادة الأمم ، كما

يجد في أمة الإسلام ، و لا عجب في ذلك و هي أمة القران و الآن سنتعرف على نخبة من

هؤلاء العظماء الذين بقيت آثارهم منارات عبر التاريخ يتداولها الجيل تلو الآخر

أولا
/ الإمام مالك

هو أبو عبد الله

مالك بن أنس الأصبحي الحميري ، أحد أعلام الإسلام ، و إمام دار الهجرة ،

ولد سنة 93 للهجرة بالمدينة المنورة ، نشأ في بيت علم ، فكان جده أحد الكتاب الذين

نسخوا المصاحف أيام عثمان – رضي الله عنه – و كان عمه من المنشغلين بالعلم أيضا ،

وجهته أمه إلى الشيخ ربيعة الراي قائلة له : " خذ من أدبه قبل أن تأخذ من

علمه " . حفظ القرآن في صغره ، ثم حفظ الحديث . كما برع في الفقه، طلب العلم حتى

انتهت إليه إمامة الفقه في الحجاز، حتى سمي عالم المدينة و إمام دار الهجرة،

فاشتهر في البلدان، و قصده الطلاب و العلماء للتعلم منه.

من أشهر ما عرف به الإمام مالك – رحمه الله – كتاب

" الموطأ " الذي مكث فيه أربعين سنة يهذبه و ينقحه .

علا شأن الإمام مالك في المدينة ، واشتهر أمره و طارت

سمعته إلى الآفاق الإسلامية فصار محط أنظار أهل العلم ، وكان قوي الشخصية ، قوالا

للحق ، ينصح أولي الأمر ، كما كان عزيز النفس يأبى ذل السؤال رغم مروره في فترة

تحصيله للعلم بظروف معيشية صعبة .

عرف عنه شدة احترامه و توقيره لحديث رسول الله – صلى

الله عليه و سلم – حتى أن طلابه في مجلسه كانوا كان الطير على رؤوسهم ، أبى أن

يقرأ " الموطأ " على هارون الرشيد و بنيه فزاره الرشيد ومعه أبناؤه في

بيته ، وقرؤوا عليه ، و قد كان موضع احترام من العلماء و الأمراء و الخلفاء .

من أشهر أقواله: " العلم يؤتى و لا يأتي "

" كل احد يؤخذ من كلامه و يترك إلا المعصوم صلى الله عليه و سلم "،

" إن صحابة رسول الله تفرقوا في البلاد و كان كل منهم يحمل علما نقله إلى الناس،

و في اختلاف العلماء رحمة بالأمة "

توفي رحمه الله بالمدينة المنورة عام 179 للهجرة و دفن

بالبقيع حيث دفن كثير من الصحابة و أمهات المؤمنين رضي الله عنهم.

ثانيا
/ الإمام البخاري

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة

البخاري ،ولد يوم الجمعة الثالث عشر من شهر شوال سنة 194 للهجرة في مدينة بخارى ،

طلب العلم صغيرا ، كما حفظ تصانيف بعض الأئمة و هو صغير ، و سمع من شيوخ بلده ، ثم

رحل مع أمه و أخيه إلى الحجاز حاجا ، فأقام بالمدينة المنورة طالبا للعلم ، فألف

كتابه " التاريخ الكبير " وهو مجاور لقبر

الرسول صلى الله عليه و سلم .

رحل البخاري إلى شيوخ الحديث و أئمته في مختلف الأمصار الإسلامية

، فذهب إلى بغداد و البصرة و الكوفة و مكة و المدينة و الشام و حمص و عسقلان و مصر

، وقد ساعده على ذلك صبره و حبه للعلم على بلوغ مرتبة عالية في عصره ، حتى أصبح إمام

المسلمين في الحديث ، و لقبه الأئمة بأمير المؤمنين في الحديث ، كما اشتهر بورعه و

عبادته و بعلمه .

شهد له أهل العلم بعلو منزلته و عظيم قدره و قد كافاه

الله على صبره و جلده و تحمله المشاق في سبيل السنة بإقبال الناس عليه و إشادتهم

بذكره و فضله .

كان يحفظ مئة ألف حديث صحيح ، و مائتي ألف حديث غير صحيح

،و كان واسع المعرفة ، غزير العلم ، أحد أعلام الدنيا في معرفة الصحيح من السقيم و

معرفة أحوال الرجال و علل الأخبار ، وكل ما يتعلق بالحديث و علومه . ومن شدة

احترامه للحديث النبوي قال: " ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل

ذلك و صليت ركعتين ".

أهم مؤلفاته " الجامع الصحيح " الذي جمع فيه

ستمائة ألف حديث، وقد قيل فيه انه اصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل.

خرج في آخر أيامه إلى قرية " خرتنك " قرب

" سمرقند " ، فتوفي بها في 30 من رمضان 256 للهجرة . رحمه الله .

ثالثا
/ الإمام مسلم .

هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ، أحد

أئمة الحديث ، ولد سنة 204 للهجرة في نيسابور . طلب العلم منذ صغره ، ثم رحل إلى

أقطار الإسلام . فزار العراق و الحجاز و الشام و مصر ، و أخذ عن شيوخها ، وتردد

على البخاري كثيرا عندما قدم الإمام بخاري إلى نيسابور ، وكان شديد الحب و التقدير

له ، و قد اقتدى به في وضع صحيحه .

بلغ الإمام مسلم منزلة رفيعة في العلم، وكان بعض الأئمة

يقدمه في معرفة الصحيح عن مشايخ ذلك العصر، وقد أثنى عليه معاصروه. و جمهور أهل

العلم من بعده .

وضع الإمام مسلم كتابه المشهور " صحيح مسلم "،

و قد صنفه من ثلاثمائة ألف حديث، و استمر في تهذيبه و تنقيحه خمس عشرة سنة. قال

الإمام مسلم: " ما وضعت شيئا في كتابي هذا إلا بحجة، و ما أسقطت عنه شيئا إلا

بحجة ". هذا و قد استفاد من خيرة علماء عصره، فكان يعرض كتابه على علماء

عصره، وكان كلما أشار له أحدهم في حديث بان له علة تركه. و كان ذا همة عالية ، صلب

الإرادة في سبيل جمع و تصنيف الحديث النبوي الشريف .

و قد توفي رحمه الله في 25 رجب سنة 261 للهجرة في نصر

آباد إحدى قرى نيسابور .

أتمنى للجميع الاستفادة

شكرا لك اختي العزيزة على هذا الموضوع القيم والمميز

عفوا هذا واجبي

نورت الصفحة بردك الحلو

شكرا لك على الموضوع الرااااااااااااائع

بل الشكر لك على تواجد الدائم

العفو هذا من واجبي

و انت تؤدين واجبك بحق

merci c'est gentil
لقد اخجلتني بردودك الحلوة من عظماء أمة الإسلام Icon_redface

شكرا لك على الموضوع

عفوا على مرورك يا حمامة السلام