السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يقولون انه ركب نحوي في سفينة لداعي السفر وعلى المركب هنالك احد الشبان من الفقراء البسطاء .. وقبل الابحار والانطلاق في عباب البحر اخذوا يتبادلون التحايا ويتعارفون على بعضهم
وكان يحلو للنحوي تقديم نفسه كشخص متعلم متنور ويفخر بعلمه امام هؤلاء البسطاء .. حينما اتى الدور على ذلك الصبي قال له هل تعلمت ودرست قال لا عندها اظهر النحوي امتعاضه وسخريته لقد خسرت نصف عمرك .. فلم يجد ذلكـ الصبي ردا يُجابه به هذا النحوي المتعالي فأطرق برأسه وسكت ..
ولقد شاء الله بارادته ان يحدث بلاءا وكان قدرهم عاصفة بحرية قوية شطرت المركب نصفين .. فوثب من كان على السفينة نافذا بجلده من هول الحدث الا هذا النحوي بقى متسمرا مكانه .. فصرخ عليه الصبي في اخر لحظات النجاة يااااااااااااااا نحوي إقفز للماء قبل ان تغرق ..
قال لا اجيد السباحة !!!! ..
قال له اذن خسرت عمرك كله ! ..
تلكـ القصة التي أدرجتها يعرفها الصغير قبل الكبير .. ولكن أوردتها عن قصد لتبيان ما يقع فيه المتعلمون واصحاب الشهادات من نقص حقيقي وشرخ في التفكير من حيث لا يعلمون .. يتصورون ان الجاهل هو من فاته ركب التعليم في زمن الغفلة والظروف القسرية التي جعلتهم ضحايا ظروف الفقر والفاقة ..
في حين انهم اكتسبو مهارات وخبرات الحياة الفعلية دون معلم .. وأصبح المتعلم في الحياة يحتاج لغير المتعلم لكسب خبرة في المجال وطرق التعامل مع الناس لئلا يقع فيمن يخدعه .. والعكس صحيح كلنا يحتاج الاخر في مجاله ..
ولكن وللاسف نرى في بعض الاحيان بعضهم يتبجح بشهاداته أو ما منّ الله به عليه بتعلمه .. فبدلا من شكر الله والتواضع له يسعى للسخرية من الناس حوله وكأنه في غفلة او لحظات من النوم لا يستيقظ منها الا بصفعة قوية من مسرح الحياة !!
فلا يتصور الطبيب انه قادر على القيام بعلاقة ود مع البطاطا أو غيرها مما تنبت الأرض و التي لا غنى للمجتمع عنها ..
ولنا في الأمثلة الشي الكثير من أناس لم يتعلمو أمرا ما ولم يخوضو ميدان آخر ولكن أبدعوا فيما هم فيه ومما عجـز من المتعلمين في أن يجاروهم ..
وكما يقول بيت الشعر المعروف
قل لمن ادّعى في العلم فلسفة *** علمت شيئا و غابت عنك أشياء .
مهلا ... فقد غابت عنكـ أشياء !!
دمتم بود .
منقول